بعد توقف دام عامين، عاد منتدى تانا رفيع المستوى للسلم والأمن في أفريقيا للانعقاد في مدينة بحر دار شمال إثيوبيا، بمشاركة واسعة من مسؤولين حكوميين وقادة سابقين وخبراء وممثلين لمنظمات إقليمية ودولية، تحت شعار "أفريقيا في نظام عالمي متغيّر".
ويُعد المنتدى، الذي تأسس عام 2012، منصة قارية للحوار بين صناع القرار بهدف تقديم حلول أفريقية للتحديات الأمنية والتنموية في القارة.
ركزت جلسات اليوم الأول على الذكاء الاصطناعي في النزاعات الحديثة، حيث ناقش المشاركون الأبعاد الأخلاقية والإنسانية لاستخدام الطائرات المسيّرة وأنظمة المراقبة الرقمية، مؤكدين أهمية وضع أطر قانونية للحد من الانتهاكات. كما تناولت الجلسات إصلاح مؤسسات الاتحاد الأفريقي وتعزيز استقلاليتها المالية، إلى جانب قضايا استقرار منطقة القرن الأفريقي ومواجهة التحديات العابرة للحدود مثل الإرهاب والنزوح وتغير المناخ.
وفي اليوم الثاني، الذي نُقل إلى العاصمة أديس أبابا، دعا رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف إلى الانتقال من مرحلة الخطابات إلى التنفيذ العملي، مشدداً على أن الوحدة الأفريقية والإرادة السياسية هما السبيل لتجاوز أزمات القارة من نزاعات وفقر وتغير مناخي.
كما شهد المنتدى جلسة رمزية لتكريم الرئيس الموزمبيقي الراحل سامورا ماشيل تقديراً لإسهاماته في التحرر والوحدة الأفريقية، إضافة إلى جلسة رفيعة المستوى حول الملكية الأفريقية والفاعلية في عالم غير مستقر، شاركت فيها شخصيات بارزة مثل جويس باندا وجواكيم شيسانو، حيث شددوا على ضرورة استعادة القارة زمام المبادرة في قضايا الأمن والتنمية.
ويُختتم المنتدى بإصدار توصيات موجهة إلى الاتحاد الأفريقي وصنّاع القرار حول سبل تعزيز السلم والتنمية، استمراراً لدوره كمنصة فكرية تجمع قادة القارة وخبراءها لبناء رؤى مشتركة وحلول محلية مستدامة للأزمات الأفريقية.