في المؤتمر الدولي التاسع للتنمية في أفريقيا (TICAD 9)، أعلن رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا عن مبادرة طموحة لتعميق الروابط مع أفريقيا، مقترحاً إنشاء “منطقة اقتصادية بين المحيط الهندي وأفريقيا” تهدف إلى ربط اقتصادات المحيط الهندي – بما في ذلك الهند والشرق الأوسط – مع الدول الأفريقية.
وتعهدت طوكيو بتقديم 5.5 مليارات دولار على شكل قروض، يتم ترتيبها عبر بنك التنمية الأفريقي، لدعم التنمية المستدامة والمساعدة في مواجهة أعباء الديون المتزايدة في القارة. كما أعلنت اليابان عن خطط لتدريب 30 ألف خبير في الذكاء الاصطناعي خلال السنوات الثلاث المقبلة لدعم التحول الرقمي وخلق فرص عمل في القارة.
وفي السياق نفسه، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إلى إصلاحات عالمية أوسع، قائلاً:
"يجب أن يكون لأفريقيا صوت أقوى في صياغة القرارات التي تؤثر على مستقبلها. وهذا يشمل الإصلاح المتأخر لمجلس الأمن، حيث، وبشكل لا يُصدق، لا يوجد لأفريقيا عضو دائم … وكذلك إصلاح البنية المالية الدولية غير العادلة الحالية، بحيث تعزز التمثيل الأفريقي وتتبنى صوتاً أفريقياً قوياً في القرارات المتخذة."
من جانبه، أقر رئيس أنغولا ورئيس الاتحاد الأفريقي جواو لورينسو بالصعوبات المالية الكبيرة التي تواجه القارة، قائلاً:
"لا تزال القارة الأفريقية تواجه حواجز مستمرة وصعوبة معقدة في الوصول إلى التمويل الدولي … إذ تم تصنيف العديد من الدول الأفريقية كجهات مقترضة عالية المخاطر، مما يجعلها بالكاد مؤهلة للحصول على رأس مال منخفض التكلفة. ومع ذلك، فإن مثل هذا التمويل ضروري للغاية للاستثمار في البنية التحتية، والكهرباء، والتصنيع، والتقدم التكنولوجي."
وشارك في TICAD 9 نحو 50 دولة أفريقية إلى جانب منظمات دولية، في إطار أحدث جهود اليابان لاستعادة نفوذها في أفريقيا في وقت يتراجع فيه الانخراط الأميركي وتتعاظم فيه الحضور الصيني. ويركز المؤتمر على التعاون في مجالات الاقتصاد، والسلام، والصحة، والتعليم، والمناخ، على أن يتوج بإعلان "إعلان يوكوهاما" في وقت لاحق من الأسبوع.